سليمان داود القصار

هواية الطبخ تعد من هوايات الفنان سليمان القصار إلى جانب الفن ولم يكن يعلم أن هذه الهواية ستصبح مهنة يوما ما تعيد تعريفه للناس بصورة مختلفة عن سليمان الفنان، منذ الثمانينيات وسليمان يهوى السفر والاطلاع على ثقافات الشعوب وأكلاتهم ويبحث ويتقصى حول كل ما هو جديد ومختلف.

دأب سليمان في التسعينيات بالسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقضاء أجازته الصيفية هناك بصورة شبه متكررة وهناك تعرف على قناة )Food Network( الأمريكية واصبح لديه شغف اكثر ببرامج الطبخ وأنواعها ولا ننسى انه طباخ ماهر ومتذوق للنكهات وقد تعلم أساسيات المطبخ من والدته وأسرته الكبيرة من جدات وعمات وخالات وكل طاهي مر عليه، سليمان بطبعه يهوى التمعن ومعرفة تركيبة الأشياء سواء في الفن أو الطهي فهو فضولي ويحب المعرفة ويبحث عن الأسرار ويتقنها، تعرف هناك على برامج الطبخ الأمريكية التي أصبحت أشبه بال )data( لديه وكانت تسليته التي لم يخطر على باله أنها ستصبح مجالا أخر يمتهنه بتجربة برنامج نكهة وبهار مع القصار

في العام 2001 اقترح سليمان على أخيه أحمد خريج قسم الإعلام في جامعة الكويت حين ذاك عمل برنامج طبخ يقوم على استضافة فنانين من الكويت وكان يقول برامج الطبخ شيء ممتع ولازالت غير موجودة بعالمنا العربي ولم تخرج عن النمطية فيها وتم تقديم فكرة برنامج .طبخ منوع لتلفزيون الكويت وقتها ولم تلقى الفكرة ترحيبا لديهم وقوبلت بالرفض بعد حوالي 7 سنوات بدأ سليمان القصار بالظهور كضيف في برامج طبخ محلية مع الشيف هنوف البلهان والمذيعة حصة اللوغاني .وبرنامج صباح الوطن وكان يصر على الطبخ وعمل وجبة .بطريقته يقدمها للمشاهد خلال هذه الحلقات لحبه وشغفه بالمطبخ

في العام 2010 تم استضافة سليمان في برنامج “كشته” للشيف عادلة الشرهان وحققت الحلقة صدى كبير لدى المشاهدين ونجاحا ساحقا جعل مخرج البرنامج بدر الكندري يقوم بتكريم سليمان وشكره على نجاح الحلقة وسأل سليمان ماذا لو قمنا بعمل برنامج طبخ خاص بك لرمضان

هنا تحرك الحلم مجددا لدى سليمان و بدأ بالإعداد والبحث في الأكلات التي من الممكن أن يقوم بتحضيرها وفوجئ المخرج بالكم الهائل من الوصفات التي يحملها القصار في جعبته مما جعله يقوم بتسجيل ثلاثة مواسم ناجحة من برنامج “نكهة وبهار مع القصار” وحقق سليمان .القصار شهرة في 3 سنوات لم يحققها في 30 عام ولامس محبة ونجاح لم يكن متوقعا حقق البرنامج أعلى نسبة مشاهدة تلفزيونية في الكويت والخليج العربي وجذب مختلف شرائح الأسرة إليه، أصبح اسم سليمان مرتبطا برمضان ارتباطا وثيقا وحقق نجاحا متتاليا لعدة سنوات وجذب جمهور الوطن العربي، إذ كانت ترد للشركة المنتجة اتصالات من ليبيا والجزائر والمغرب !! وتونس يستفسرون عن مكونات بعض الطبخات لعدم فهمهم التام للهجة الكويتية المحلية كبيرا من خلال الإعلان في برنامج “نكهة وبهار مع القصار” إذ ً حقق تلفزيون الكويت عائدا ربحيا تجاوز عدد المعلنين السقف الإعلاني المتوقع لفئة برامج الطبخ والمنوعات محققا رقما قياسيا تجاوز الاثنان وعشرين معلن بالموسم الثالث من البرنامج

في العام 2016 قدم الفنان سليمان القصار برنامج “نقصة القصار” والنقصة لفظ شعبي مشتق من اللغة العربية معناه انتقاص جزء من زادك وأكلك وإعطاؤه للغير وكانت الفكرة الجديدة في هذا البرنامج مشاركة طبخ القصار مع فئات ربما تغفلها الناس ولم يسلط الإعلام الضوء الكافي عليها فكانت النقصة لهم.

شاركنا الحلقات مع الفئات الخاصة من مرضى الداون والاطفال المصابين بالتوحد وجمعية أعزاء على مائدة القصار الشهية ً المكفوفين ونادي المعاقين وكان الطبخ لهم وحلوا ضيوفا عميقا ومختلفا وكانت لمسة وفاء من سليمان القصار ً مما اظهر جانبا إنسانيا مغايرا وبُعدا .لمجتمع يعشقه بكل تفاصيله وفئاته

وهكذا أصبح اللقاء مع محبي القصار على شاشة التليفزيون عادة سنوية مُحببة ينتظرها الجميع بشغف للسنة الخامسة على التوالي، مما حملنا المسئولية لوضع فكرة جديدة مبتكرة مع بث روح جديدة ووصفات متنوعة ممزوجة بنكهات وأساليب مختلفة من المطابخ العالمية بما فيها المطبخ الكويتي ومُحضرة بأيدي نخبة من ضيوف البرنامج من شخصيات مرموقة وسيدات مجتمع وطهاة مهرة محترفين وربات بيوت مبدعات من جنسيات مختلفة وذلك بمشاركة سليمان القصار وإبداعاته بالمطبخ، ومن هنا جاءت فكرة برنامج “زوارة القصار” والذي تم تقديمه في عام 2017 . “الزوارة” عادة كويتية أصيلة تجمع الأهل والأحباب والأصدقاء، يتشاركوا في وجبة الغداء أو العشاء في أجواء تسودها الألفة والمحبة، وهذا ما حرصنا على إظهاره على الشاشة في برنامج “زوارة القصار”، بيوت الضيوف وبيت القصار كانت ملتقانا.. تشاركنا الأحاديث الشيقة ومائدة ،الطعام بحب وشغف ونقلنا الأجواء للمشاهدين بعفوية دون أي تكلف

وبعد توقف دام عام لإعادة التفكير في نوع البرامج وطريقة طرحها ومحاولة لكسر المألوف تم التعاون مع قناة “ اس بي سي “ السعودية وتقديم برنامج ضحى مع القصار وهو برنامج طبخ مدته ساعة شارك تقديمة الفنان سليمان القصار الشيف السعودية ضحى العطيشان وكان ديو جميل وخفيف ومشاركة خبرات ومقارنة جديدة بين المطبخ الكويتي والمطبخ السعودي وقام القصار بعمل طبخات مبتكرة من وحي المطبخ السعودي ولاقى البرنامج نجاحا متوقعا ليضع القصار نفسه مجددا امام تحدي اخر ومنافسة جديدة يوعد بها الجمهور في المواسم القادمة ، أعاد الفنان سليمان القصار للمطبخ الكويتي هويته وجعل الناس تفهم أسراره بصورة مبسطة وشرح متقن وأصبح الناس يقدرون أصناف الطعام بالمطبخ الكويتي.

ازداد عدد الدارسين لمهنة الطبخ وأصبحت مهنة مرغوبة لدى شرائح المجتمع الكويتي بعد أن كانت مهنة غير مستحبة وكان عدد الراغبين بممارستها بسيط مقارنة بالان ازدادت المطاعم التي تقدم الطبخ الكويتي بصورة ملحوظة تفوق أي توقع وأصبحت المطاعم الكويتية موضة دارجة في سلسلة المطاعم الجديدة وكويزين مرغوب لدى الكثيرين اسم برنامجه “نكهة وبهار” اصبح اسم لعدة مطاعم بالكويت والخليج العربي واصبح أشبه بالعلامة التجارية لجذب الناس والسواح اليهم , علما بأن الفنان سليمان القصار لم يفتتح مطعما خاصا به الى الان، ولا يفكر بذلك تأكد عزيزي القاريء اذا تم افتتاح المطعم الذي يحلم به سليمان القصار سيخلق موجة .جديدة في عالم المطاعم كعادته وسيصبح ظاهرة يحذوه الكثيرين فيها فيما بعد

بعد الحاح وطلب متزايد من الجمهور المحب للفنان سليمان القصار قرر القصار استثمار هذا النجاح بعمل علامة تجارية خاصة به تحمل توقيعه قصار وشملت العلامة التجارية مجموعة من خلطات مميزة للبهارات والزعفران والقهوة والحبوب البهارات و منتجات غذائية تم اختيارها وصنعها بعناية فائقة لتصل كسلعة فخمة للمستهلك لا تشبه ماهو موجود وبأسعار مقبولة ينافس بها وسط سوق السلع الغذائية ليخلق القصار موجة جديدة من المنافسة لدى الباقين كي يسيروا على خطاه الفنان سليمان القصار شخص متفرد مخلص لعمله وشغوف به، احبه الناس وتعودوا أن يكون علامة فارقة بزمنهم